مقدمة

تخاريف دماغ مش متربية ...

Thursday, May 10, 2012

بين أصنام العجوة المصنوعة في الاعلام وإله الحقيقة، كيف تجد طريقك؟




"كل الحقائق سهل فهمها عند اكتشافها، ولكن المشكلة باكتشافها"  جاليليو



تكمن أكبر مشاكل التعاطي مع الوسيلة الإعلامية في آلية النقد والتدقيق، وفي غياب مهارة التفكير النقدي Critical Thinking، وهذه المهارة تنقص طرفي المعادلة ، الوسائل الإعلامية والمشاهد ، أو فلنعمم هنا، الناس بشكل عام، تفتقد لهذه المهارة التي تعني باختصار "عملية تحديد وتقييم المعلومات الواردة على حواسك بأن تقبلها أو ترفضها أو تبدي تحفظا عليها"، أو بتبسيط أكثر أن تضع حاجزا بين المعلومات الواردة وعقلك وأن تتشكك وتتسائل عن جودة وصحة وموضوعية المعلومة الوارده قبل أن تقبل دخولها إلى عقلك أو ترفضه، والنتيجة أنك تترك العالم يحدد لك ما تعرفه ، ما تقبله وما ترفضه، ما تحبه، ما تأكله وما تريد شرائه..


وسائل  الإعلام ، المدرسون، السياسيون وغيرهم ، وهذا هو المطلوب يا رفيق، هم لا يريدوك أن تعلم، لهذا لا تتعلم في المدارس كيف تنتقدهم، كيف تعرف أن ما يقدم لك في  الإعلام ليس الحقيقة، أن ما يقوله السياسة اعتمادا على ضعف ذاكرتك لا يجب أن يكون الحقيقة، أن ما تتعلمه في المدرسة ليس قرآنا منزلا يا رفيق، فالمنهج الدراسي يا سيدي مخصص من أجل  أن تصبح طفلا جميلا مطيعا تشرب اللبن وتنام في التاسعة.


"لكني سأخبرك مالا يريدون ، لا يريدون مجتمعا من المواطنين القادرين على التفكير النقدي، لا يا سيدي ،لا، هذا مضاد لمصالحهم، لا يريدون أشخاصا أذكياء يجلسون حول مائدة العشاء يفكرون كيف تضطهدهم الدولة هكذا ، لا يا سيدي ، هم يريدون عمال، عمال مطيعين منتجين، أذكياء بالقدر الكافي لتدوير الماكينات وإنهاء الأعمال الورقية وأغبياء بالقدر الكافي لعدم الاعتراض على وسائل الحياة المعدومة والمرتبات الزهيدة وساعات العمل المتزايدة و تضخم الأموال في جيوب السادة، والغريب أن أحدا لا يلاحظ هذا ! "    جورج كارلين



آه ، أما زالت لم تلاحظ هذا بعد يا صديقي؟ تعالى نطالع معا كمية الأكاذيب التي ألقيت علينا من وسائل إعلامية مختلفة ، "مضاجعة الموتى" ، "مخطط تقسيم مصر" ، "التمويل الأجنبي" ، حزب الله القائم بالثورة" ،"تسبب البرادعي بحرب العراق" ، "موافقة ابو الفتوح على التطبيع"،  همم، جميل جميل ولكن يجب ألا ننسى الألعاب الأحلى : "الانفلات الأمني" و"تامر من غمرة" و "اقتحام وزارتي الدفاع والداخلية"، كلها أكاذيب سهلة الانكشاف يا عزيزي، ولم يبذلوا جهدا كبيرا في ترويجها، أتعرف لماذا ، لأنهم يعرفونك، يعرفون أنك لا تبحث عن الحقيقة بل ترضى بعبودية وسائل الاعلام وسجن الايدولوجيا وطاعة الكبار والسادة، لا ترغب في  أن تجهد نفسك في معرفة الحقيقة وتستجليها وتستقصيها وتتثبت من المصدر والمعلومة وقائلها ومدى حجيته، أتريد المزيد ؟ دعني اذكرك ب"الاستقرار" و "أزهى عصور الديمقراطية" و "الجيش لم يطلق رصاصة واحدة على مصري" ، أترى كيف يهينون ذكائك ؟ هم يراهنون على هذا الكسل ، ويغضبون كثيرا عندما تعرف الحقيقة، ويفعلون ما بوسعهم حتى لا تعرف كيف تتأكد من الحقيقة، ولكنهم لا يستطيعون الآن يا رفيق، فنحن لسنا كمن قبلنا ، لن يخدعونا كما خدعوا من قبلنا ...


ولكن هذا سوف يكون موضوعا طويلا للغاية، لذا فسأكتفي بأن نتحدث اليوم سويا فقط عن وسائل الاعلام، وكيف نتابعها بشكل نقدي، كيف نقبل أو نرفض ما نراه، نصدقه أو نكذبه، خاصة مع تطور وتنوع هذا الوسائل فبعدما كان المصدر الوحيد هو التلفاز والمدرسة ومؤسسات الدولة أصبح   الإنترنت وسيلة اعلامية، أصبحنا نستقي المعلومات والأخبار من   الإنترنت ومن تويتر والفايسبوك ، الجرائد الاليكترونية ومدونات النشطاء وكتابات الاصدقاء ومقاطع الفيديو، لم تصبح الجريدة ومقالات كبار الكتاب هي مصادرنا الوحيدة، بل أيضا نصل الي المجلات والجرائد الاجنبية ونتابعها ، كيف نتاكد اذا من صدق وكذب معلومة في وسط هذا البحر المتلاطم من المعلومات الواردة ؟


يجب أن تكون متشككا، متشككا جدا ، وان تطرح العديد من الأسئلة قبل أن تقبل المعلومة وترفضها ...

****

لنفعل هذا ، تعالوا نتناول الموضوع بشكل علمي قليلا :


تنقسم المعلومة لعدة أقسام يجب أن نتثبت من كل جزء منها :


القائل أو مالك المعلومة ومصدرها-
الناشر أو وسيلة الاعلان-
الموضوعية والعقلانية-
السياق والتاريخ-



القائل:


نبدأ دائما باختبار القائل..
هل حقا قال هذا ؟ وكيف نتثبت أنه فعلا القائل؟ومن هو أصلا ؟ هل يملك مصداقية في هذا الموضوع ؟ ما هي مؤهلاته حتى تصدقه وهو يتكلم في هذا الموضوع ؟ هل هذا هو مجال اختصاصه أصلا ؟هل له اتجاهات فكرية معينة معروفة مؤثرة على بيانه ؟هل هناك شبهات معينة حوله ؟



مثال : انتشرت شائعة لفترة أن البرلمان ناقش قانونا لاباحة "مضاجعة الموتى" ، وانتشر الخبر كالنار كالهشيم، لم يتسائل أحد عمن قال هذا أصلا!، وقبل الكثيرين بالمعلومة وللأسف منهم الكثير من الأكاديميين ! رغم انه لو توقف شخص واحد وأعمل سؤال القائل لعرف الحقيقة، فلو جربت  أن تبحث عن الموضوع على   الإنترنت لتوصلت أن بداية الخبر جاءت من مقال في جريدة الأهرام اسمه
"وا اعلاماه" لعمرو عبد السميع يقول فيه بالنص :


"إذ بتنا نسمع ـ في هذه الأيام السعيدة ـ من يتحدث عن ضرورة صدور تشريع يسمح للبنت بالزواج في سن الرابعة عشرة, أو قانون آخر يقر ما سماه البعض (مضاجعة الوداع) التي تسمح للزوج بمواقعة زوجته خلال الساعات الست التي تلي وفاتها!, هذا الي جوار المنظومة التقليدية التي ترمي الي سلب النساء حقوقهن في العمل والتعليم, ومحاصرتهن بأكثر التفسيرات رجعية وجهلا للنصوص الدينية."


المقال كاملا :


حسنا ، هذا خبر كامل ، سنعمل على تحليله سويا بسؤال القائل :


-هل حقا قال هذا ؟ ينسب عمرو عبد السميع الكلام للمجهول"بتنا نسمع" فمبدئيا لا يعتد بهذا مصدرا لمعلومة، ثم في جزء آخر من المقال يشير لأن هذا الموضوع معروض على البرلمان ، فهل هناك في مضبطة البرلمان أو في اي من حلقاته المذاعة اي اشارة لهذا ؟ وهل يعقل أن يحدث هذا بكون  أن ينتبه أحد من المشاهدين ويصبح هناك مقطع فيديو واضح لهذه المناقشة ؟


-من هو أصلا ؟ آه، نبدا هنا بالبحث عن عمرو عبد السميع فنكتشف أنه دكتور في العلوم السياسية، باحث في مركز الاهرام الاستراتيجي، مقرب بشدة من النظام السابق وكان يقدم برنامج شهير يسمى حالة حوار اشتهر بمهاجمة الاخوان والتدليس عليهم واستضافة دائمة لاعضاء الحزب الوطني (وان اردت بحثا اكثر فابحث عن كتبه وانظر في مقدماتها تجد مهازل أخرى)


لا أظن اننا بحاجه لأسئلة أخرى لنحدد عدم صلاحية اعتبار القائل مصدرا حقيقيا لمعلومة كهذه فهو محسوب على النظام السابق، عدو معلن للاخوان ولا يملك أي دليل قائم على أن البرلمان ناقش مثل هذا الموضوع بالفعل وترجيح كذبه أكبر بكثير من امكانية صدقه ، ومع هذا انتشرت الشائعة بقوة !

****

الناشر أو وسيلة الإعلان :


من الناشر؟أو وسيلة الاعلان ؟ هل هي وسيلة أو مصدر رسمي للخبر؟ هل هي مصدر موثوق ؟ ام مدونة شخصية ؟أو منتدى ؟ هل هناك اتجاهات معروفة للوسيلة ؟ هل هي جريدة اليكترونية ؟ ما هي سياسة الوسيلة التحريرية ومدى اسقلاليتها ومصداقيتها؟ 


هذا سؤال أصعب قليلا، فالوسائل الإعلامية عادة ما يكون لها اتجاهات عامة وعادة يختلف الناس في هذا التقييم فهناك من يرى قناة اون تي في مثلا مستقلة وآخرين يرونها تابعة لساويرس تكره الاسلاميين، وغيرها من الرؤى، وهنا يقع التقييم عبئا على المشاهد وأن يحاول قدر المستطاع  أن يكون موضوعيا في تقييمه للوسيلة


ولكن مثلا نستطيع ن نتفق  أن الأهرام مثلا لا يصح اعتبارها مصدرا لتبعيتها وتبعية سياستها التحريرية للنظام السابق، الجرائد الاليكترونية كاليوم السابع لا يصح اعتبارها مصدرا علميا أبدابل وحتى ويكيبيديا قد تعتبر وسيلة مبدئية للمعرفة ومفيدة للغاية لكن في حد ذاتها ليست مصدرا بل يجب أن تدقق في مصادرها المذكورة اسفل المقال لأن القائمين عليها متطوعين أفراد غير منزهين عن الهوى والرأي الشخصي.


في الزمن الراهن تستطيع أن تطمئن أكثر بمقاطع الفيديو ومشاهدة الخبر رؤي العين رغم ما يمكن أن يحدث من تلاعب أيضا في الصورة سنأتي اليها لاحقا. 


حتى الوسائل الاجنبية، لا يجب  أن تعتد بالجرائد الاجنبية لمجرد انها اجنبية ، بل يجب أن تبحث عن مدى تقييم الناس لهذه المطبوعة الأجنبية ومدى مصداقيتها.


وفي ادنى مستويات المصداقية المدونات الشخصية ومدونات النشطاء، وتحتاج لوقت طويل حتى تبني ثقة في اسماء بعينها ولتثق "شخصيا" في مصدايقة ما يكتبون وفي نفس الوقت يبقى هذا مصدرا شخصيا لك ولكن لا تستطيع  أن تأخذ مدونة أو منتدى كمصدر أصيل لمعلومة .


وأورد هنا مثالا عبقريا لا ننساه وهو ظاهرة الشاهد العيان في فترة ما عرف ب"الانفلات الامني" في ال18 يوم الاوائل ، فقد امطرت القنوات المحلية والخاصة بمكالمات من "شهود عيان" على ما يحدث في الميدان وقت انقطاع   الإنترنت والاتصالات ولم يكن لدينا مصادر لتأكيد الاخبار، وكلنا رأينا كيف كانوا يكذبون بشراهة ، وأحب  أن اشير هنا لنموذجين من الاعلاميين وتعاملهما مع هذه المكالمات كانت القنوات المصرية تستقبل مكالمات باكية وصارخة قاصده رعب المشاهد وايهامه بأن حزب الله وراء الثورة ولا ننسى العزيز تامر من غمرة وقصص كنتاكي وما شابه، في نفس الوقت كان يسري فودة يمطر اي متصل اسئلة واضحه للتثبت من حديثه كلها تصب في خانة التثبت من المصدر وتمحيص كلامه لأن "شاهد العيان" لا تستطيع أن تعتبره مصدرا حقيقيا.

****

الموضوعية والعقلانية ومدى صدق المعلومة 


وهنا يجب أن نعرف معلومة هامة للغاية، يجب  أن نفرق بين الرأي والحقيقة، هل ما قيل هو رأي ؟ أم هي حقيقة ؟ 


الحقيقة، يجب  أن تكون مصدرا مؤكدا لا يدع مجال للنقاش كقانون، ورقة رسمية صادرة من جهة رسمية ، مضبطة البرلمان، تحقيق نيابة، مقطع فيديو واضح، احصائية رسمية.


عندما يخبرك كاتب في مقال  أن معدل البطالة في مصر 35% مثلا ، هل هذه حقيقة ؟ يجب أن نسأل ما مصدرها ؟ أهي دراسة ؟ من قام عليها ؟ مدى مصداقية المركز القائم عليها ؟من يتبع ؟ 


هل هو رأي؟ ماذا يدعمه ؟ هل هناك مصادر وحقائق واضحة تدعمه ؟ احصاءات دقيقة وموثقة تصلح كمصدر؟ عقلانية ؟متحيزة لرأي ؟ هل قرأت الرأي المقابل لتحدد حجية هذا الرأي؟ هل تدعم الحقائق المثبتة هذا الرأي؟



خبر كالتمويل الأجنبي، يجب أن تسأل، هل هناك تحقيقات نيابة؟ هل وجدوا خرائط للتقسيم؟ أين هي؟ هل تم اثبات التمويل؟ كيف؟ هل هناك حسابات مثبتة باسم هذه المراكز؟ هل هناك دليل على تلقيهم اموال ضخمة ؟ كل هذا لن تجده منشورا في اي خبرا، أتعلم لماذا يا رفيق؟ لانه كذب ...


خبر كمضاجعة الموتى، هل هناك معلومة مثبتة في مضبطة المجلس بهذا ؟ كيف نصدق  أن هذا نوقش في البرلمان بدون  أن يراه احدا ولا يعلق عليه وبدون وجود اي مقاطع فيديو تثبت هذا ؟


معلومة كتسبب البرادعي في دخول أمريكا العراق، يجب أن تفكر، كيف؟ ماذا فعل ليسمح؟ هل صرح بقبوله مثلا لهذا التدخل؟ متى؟ وأين ؟ وأين الفيديو الذي يدل على صدقك ؟ كيف كان تقريره عن الأسلحة النووية في مجلس الأمن؟ هل شاهدته بنفسك وتأكدت مما قال ؟ 




خبر آخر مثل "محاولة الثوار اقتحام وزارة الداخلية في محمد محمود" ، و بحث بسيط على   الإنترنت تستطيع بسهولة  أن ترى خريطة المنطقة على   الإنترنت وتعرف  أن وزارة الداخلية على بعد مسافة لأكبر من 700 متر من مكان تمركز الثوار !


http://productnews.link.net/general/News/23-11-2011/n/dakhlia1_L_2011112313163.jpg



مثال رائع للغاية أورده هنا على كيفية التثبت من المصادر، الرائع باسم يوسف ،اعلامي جديد في المجال مثل باسم رأس ماله ومحور تفوقه الرئيسي هو اهتمامه الشديد بهذه العملية مع فريق اعداده الشاب في معظمه، أنصح الكل بمشاهده هذه الحلقة الرائعة التي يتحدث فيها عن أكذوبة مخطط تقسيم مصر وبحثه وتدقيقه في هذا الموضوع وما وصل اليه باستخدام اسئلة مشابهة لما اوردته:




وجزء آخر في نقاشه على قناة الحافظ  فيه تساؤلات أوضح من باسم للمقدم:






وعندما تقرأ مقالا ويورد معلومة يجب أن تتاكد ، هل أرجعها لمصدرها ؟ هي مصدرها حقيقي وموثوق ؟


***

السياق والتاريخ:


لا يجب أبدا  أن تصدق حديثا مخرجا من سياقه، يجب أن تبحث دائما عن السياق وتنظر للصورة كاملة


فانظر مثلا إلى ما قيل  أن بلال فضل قال "يمتلك الرئيس ذكاءا نادرا وعبقريا" ونشر البعض هذا الكلام على لسان الرجل رغما  أن بحث سريع على   الإنترنت ستجد المقال الذي وردت فيه هذه الجملة والتي ستكتشف انها قيلت في معرض سخرية بلال منه بامتلاكه عبقرية اودت بالوطن إلى الهلاك، أو الفيديو الشهير الذي يظهر ابو الفتوح يقبل اعتراف فلسطين بالكيان الصهيوني ثم اثبتت حملته انه مقتطع من سياقه :




والتاريخ، يجب  أن تبحث عن تاريخ الخبر وتتأكد منه وتتأكد انه مناسب للحدث.


فمثلا لا ننسى كوميديا المجلس العسكري في الحديث عن وجود منجنيق في ميدان التحرير وقت محمد محمود ثم نظرة سريعة على الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية نجد أن تاريخ الفيديو على   الإنترنت هو يوم 3 فبراير 2011 اي قبل أحداث محمد محمود ب7 شهور كاملة !





طبعا لم أرد في الأمثلة أن اورد الكذبة الأشهر "الجيش لم يطلق رصاصة واحده على مصري" فمقاطع الفيديو واوراق المشارح المختلفة كافية جدا للتأكد من كذب هذا الادعاء !


ونقطة أخيرة أردت أن اتطرق اليها في هذا المقال الطويل جدا :)


****

التجرد


تجرد للحق يا رفيق، ابحث عن الحقيقة كما هي لا كما ترغب فيها ، ولا تستخدم آليات الانكار لتكذب الحقيقة 


لا تأخذ موقفا مبدئيا اذا نقل لك خبر على غير هواك "مفيش دليل ومفيش فيديو، يبقى الكلام ده كذب ومستحيل الجيش يعمل كده" ، "ابو اسماعيل المتطرف ده اكيد كذاب من غير مشوف" "الشيخ ابو اسماعيل ليث الحق لا يكذب وأكيد هذه المستندات مكذوبة" "البرادعي علماني واكيد سلم العراق لامريكا"


ثم تبدأ مراحل انكار الحقيقة الأخرى


- ولو فيه فيديو مش واضح أوب أو متصور من بعيد، يبقى: (الفيديو مش واضح والتفاصيل مش باينة وما نعرفش حصل إيه من الأول)


- ولو الفيديو واضح، يبقى: (أكيد الكلام ده مترتب لإن مستحيل يكون فيه فيديو بالوضوح ده)


- وآخر حاجة طبعا كما قال الفنان المثقف المتعلم ..."كل ده فوتوشوب"


صدقني يا عزيزي، يمكنك أن تعرف الحقيقة بسهولة اذا أردت، يمكنك أن تعرفها فقط اذا توقفت لدقائق وتشككت، وسألت وفكرت ، هل هذه المعلومة حقيقية فعلا ؟ لا تضن على نفسك بمعرفة الحقيقة، لا تنشر معلومة غير مؤكده ومدققة وتتسبب في أن تعمي انسانا آخر عن الحقيقة ، ابحث عن الحقيقة وساعد نفسك وغيرك على العيش في عالم حقيقي شفاف ولا تخدع بكذب النظام ولا تشارك فيه، كن قبسا من نور، اسال دائما ولا تتوقف عن السعي لمعرفة الحقيقة ولكن يجب ألا تنسى أن تكون متجردا للحق وان تسأل وتبحث، لا تسمح لتحيزاتك  أن تكون جزءا من البحث، لا تخلط الرأي بالحقيقة لتخرج بالنتيجة التي ترغبها والي تناسب اتجاهك الفكري وانتماءك الشخصي ...



"من لا يهتم بالتثبت من الحقيقة في الأمور الصغيرة ، لا يجب أن يؤتمن على عظام الأمور"  ألبرت أينشتين


وقديما قال توماس جيفرسون "فقط قسم الاعلانات المبوبة في الجريدة هو الجزء الصادق فيها، وحتى هذا ، أشك أحيانا فيه"



ملحوظة أخيرة :  أن لم يكن ثار في عقلك بعد تساؤل عمن هو جورج كارلين وهل الكلمات المنسوبة له ولغيره في هذا المقال حقيقية ام لا وفكرت في  أن تتأكد من هذا ، فأنصحك أن تعيد قراءه هذا المقال من البداية.



No comments:

Post a Comment